كرة القدم الألمانية تتمتع بتاريخ عريق مليء بالأساطير الذين تركوا بصمة لا تُمحى على اللعبة. من لاعبين أعادوا تعريف مراكزهم إلى آخرين حطموا الأرقام القياسية، هؤلاء النجوم ساهموا في جعل ألمانيا واحدة من أعظم الدول الكروية في العالم. نستعرض هنا أبرز اللاعبين الذين حفروا أسمائهم بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم.
1. فرانز بيكنباور
فرانز بيكنباور، الملقب بـ"القيصر"، هو واحد من أكثر الأسماء شهرة في تاريخ كرة القدم. كان قائدًا عبقريًا على أرض الملعب ومدافعًا بأسلوب مميز، حيث أعاد تعريف مركز الليبرو. قاد بايرن ميونيخ لتحقيق العديد من البطولات، منها ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا في السبعينيات. أما على المستوى الشخصي، فقد حصد الكرة الذهبية مرتين، ليصبح أحد اللاعبين القلائل الذين جمعوا بين التألق الفردي والجماعي.
على الصعيد الدولي، كان بيكنباور القلب النابض للمنتخب الألماني الذي توّج ببطولة أوروبا 1972 وكأس العالم 1974. بفضل رؤيته الثاقبة في اللعب وشخصيته القيادية، أصبح رمزًا لأجيال من عشاق كرة القدم. حتى بعد اعتزاله، ترك أثرًا كبيرًا كمدرب وإداري، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة كرة القدم العالمية.
2. جيرد مولر
جيرد مولر، المعروف باسم "دير بومبر"، هو أعظم هداف عرفته الكرة الألمانية. بفضل حسه التهديفي الفريد، سجل مولر 365 هدفًا في 427 مباراة مع بايرن ميونيخ، وترك بصمة لا تُنسى في البوندسليغا. كانت أهدافه الحاسمة جزءًا رئيسيًا في تحقيق الفريق ثلاثية دوري أبطال أوروبا في السبعينيات.
على المستوى الدولي، تألق مولر بشكل لا مثيل له، حيث سجل 68 هدفًا في 62 مباراة مع المنتخب الألماني. ساهمت أهدافه في فوز ألمانيا بكأس العالم 1974، بما في ذلك الهدف الحاسم في المباراة النهائية ضد هولندا. إرث مولر كأحد أعظم المهاجمين في التاريخ لا يزال حيًا بين عشاق اللعبة.
3. لوثار ماتيوس
لوثار ماتيوس هو أحد أعظم لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم. بفضل لياقته البدنية العالية، تسديداته القوية، وتمريراته الدقيقة، كان قائدًا فذًا في وسط الميدان. شارك ماتيوس في خمس بطولات كأس عالم، وهو رقم قياسي، وقاد المنتخب الألماني لتحقيق اللقب عام 1990، حيث فاز أيضًا بالكرة الذهبية في العام نفسه.
مع الأندية، ترك ماتيوس بصمته مع بايرن ميونيخ وإنتر ميلان، حيث قاد الأخير للفوز بالدوري الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي. كان ماتيوس يتمتع بحضور مهيب على أرض الملعب، وقد وُصف بأنه "أشرس منافس" من قِبل الأسطورة دييغو مارادونا.
4. فيليب لام
فيليب لام، قائد ألمانيا في مونديال 2014، كان رمزًا للذكاء التكتيكي والاحترافية. رغم أنه لم يكن الأطول أو الأسرع، إلا أن لام كان يُعتمد عليه دائمًا في اللحظات الحاسمة. برع كلاعب ظهير أيمن ولاعب وسط دفاعي، وأصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلة بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني.
قاد لام ألمانيا للتتويج بكأس العالم 2014، وساهم في هيمنة بايرن ميونيخ على الكرة الأوروبية، حيث حقق مع الفريق دوري أبطال أوروبا وثمانية ألقاب دوري ألماني. كان يُعرف بلقب "القائد الصامت"، لكنه ترك أثرًا عميقًا كلاعب يُلهم زملاءه بأفعاله وليس بكلماته.
5. أوفي سيلر
أوفي سيلر كان أحد أعظم المهاجمين في تاريخ ألمانيا. تميز بقدرة استثنائية على تسجيل الأهداف بطرق متنوعة، مما جعله أحد أعمدة نادي هامبورغ في الستينيات. سجل 490 هدفًا في 580 مباراة مع الفريق، ليصبح رمزًا للنادي وواحدًا من أساطير الكرة الألمانية.
دوليًا، شارك سيلر في أربع بطولات كأس عالم، وسجل أرقامًا مميزة خلال مسيرته. رغم أنه لم يفز بكأس العالم، إلا أن تأثيره على الكرة الألمانية لا يمكن إنكاره، وقد عُرف بولائه الكبير لناديه وأسلوبه الاحترافي في اللعب.
6. غونتر نتزر
غونتر نتزر، لاعب الوسط الأنيق، كان يتمتع بمهارات استثنائية ورؤية فريدة على أرض الملعب. تألق مع فريق بوروسيا مونشنغلادباخ في السبعينيات، حيث ساهم في فوز الفريق بالدوري الألماني مرتين. اشتهر بتمريراته الدقيقة وقدرته على التحكم بإيقاع اللعب.
على الصعيد الدولي، كان جزءًا من المنتخب الألماني الذي توج ببطولة أوروبا 1972 وكأس العالم 1974. نتزر لم يكن مجرد لاعب، بل كان فنانًا على أرض الملعب، وكان دائمًا مصدر إلهام لجيل من اللاعبين الألمان.
7. مانويل نوير
مانويل نوير ليس فقط حارس مرمى؛ بل هو ظاهرة في عالم كرة القدم. بفضل أسلوبه الفريد كـ"سويبر-كيبر"، أصبح رمزًا للحداثة في مركز حراسة المرمى. تألق مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، حيث فاز بكأس العالم 2014 وكان له دور حاسم في فوز الفريق بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات.
ما يميز نوير هو قدرته على التكيف تحت الضغط وتحويل الدفاع إلى هجوم بسرعة. يعتبره الكثيرون أعظم حارس مرمى في تاريخ ألمانيا، وربما في تاريخ كرة القدم.
8. ميروسلاف كلوزه
ميكوسلاف كلوزه هو أعظم هداف في تاريخ كأس العالم، حيث سجل 16 هدفًا في أربع بطولات. رغم أنه لم يكن بنفس الشهرة على مستوى الأندية، إلا أن كلوزه تألق مع المنتخب الألماني، حيث سجل 71 هدفًا في 139 مباراة.
كلوزه كان يُعرف بأخلاقياته العالية وتواضعه، مما جعله محبوبًا بين الجماهير وزملائه. مساهماته في تتويج ألمانيا بكأس العالم 2014 أثبتت أنه لاعب من طراز عالمي يستحق كل التقدير.
9. فريتز والتر
فريتز والتر كان قائدًا استثنائيًا وصانع ألعاب بارع. قاد المنتخب الألماني لتحقيق أول ألقابه في كأس العالم عام 1954، في البطولة التي عُرفت بـ"معجزة بيرن". على المستوى الفردي، سجل 33 هدفًا في 61 مباراة دولية، وكان يتمتع بقدرة فريدة على قراءة المباريات.
قضى والتر مسيرته بالكامل مع نادي كايزرزلاوترن، حيث لا يزال يُعتبر أحد أعظم لاعبي النادي. إرثه كلاعب وقائد لا يزال يُلهم الأجيال الجديدة من عشاق كرة القدم.
10. أوليفر كان
"دير تيطان" أوليفر كان كان رمزًا للشجاعة والقوة الذهنية. قاد بايرن ميونيخ لتحقيق دوري أبطال أوروبا في 2001، وحقق العديد من الألقاب المحلية والدولية. كان أول حارس مرمى يفوز بالكرة الذهبية في كأس العالم، وذلك في بطولة 2002، حيث قاد ألمانيا إلى النهائي.
ما يميز أوليفر كان هو روحه القتالية وقدرته على تحفيز فريقه في أصعب الظروف. إنه واحد من أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم.
خاتمة
هؤلاء اللاعبون كانوا أكثر من مجرد رياضيين؛ كانوا أيقونات تركوا إرثًا خالدًا في تاريخ كرة القدم. سواء كنت مشجعًا ألمانيًا أم لا، من المستحيل إنكار التأثير العميق الذي أحدثوه في اللعبة على مر العصور.