دييغو أرماندو مارادونا، المولود في 30 أكتوبر 1960 في بوينس آيرس، الأرجنتين، والذي توفي في 25 نوفمبر 2020، يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. لم يكن مارادونا مجرد لاعب كرة قدم؛ بل كان رمزًا وأسطورة، ليس فقط لمهاراته الاستثنائية، ولكن أيضًا لشخصيته الكاريزمية والمثيرة للجدل.
الأسطورة على أرض الملعب
مارادونا بدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة مع نادي أرجنتينوس جونيورز، ثم انتقل للعب مع بوكا جونيورز حيث لفت الأنظار بموهبته الفائقة. في عام 1982، انضم إلى برشلونة الإسباني مقابل مبلغ قياسي عالمي في ذلك الوقت، لكن أبرز فترة في مسيرته كانت مع نادي نابولي الإيطالي. خلال سبع سنوات قضاها في نابولي، قاد مارادونا الفريق لتحقيق لقب الدوري الإيطالي مرتين (1987 و1990)، وكأس إيطاليا عام 1987، وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989. هذا الإنجاز جعل منه رمزًا شعبيًا في نابولي، حيث يُعتبر حتى اليوم بمثابة إله لكرة القدم هناك.
الإنجازات الدولية
على الصعيد الدولي، يُعتبر فوز مارادونا مع منتخب الأرجنتين بكأس العالم 1986 في المكسيك ذروة مسيرته الرياضية. في تلك البطولة، سجل مارادونا خمسة أهداف، من بينها "هدف القرن" ضد منتخب إنجلترا، الذي يعتبر أحد أعظم الأهداف في تاريخ كرة القدم. في نفس المباراة، سجل مارادونا هدفًا آخر باليد، الذي أطلق عليه لاحقًا "يد الله"، وهو هدف أثار الكثير من الجدل لكنه أكد مكانته كلاعب خارق.
مارادونا المدرب
بعد اعتزاله اللعب، اتجه مارادونا إلى التدريب. تولى تدريب منتخب الأرجنتين في عام 2008، وقاد الفريق خلال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. ورغم الخروج من البطولة في دور الثمانية، إلا أن مارادونا ظل شخصية محورية في عالم كرة القدم، وتولى لاحقًا تدريب عدة أندية حول العالم.
حياة مارادونا الشخصية والمهنية
مارادونا عاش حياة مليئة بالتحديات، حيث عانى من مشكلات صحية بسبب تعاطيه المخدرات، وكان له خلافات متعددة مع الفيفا ومع جهات رياضية أخرى. في عام 1994، خلال كأس العالم في الولايات المتحدة، تم استبعاده من البطولة بعد ثبوت تعاطيه منشطات الإيفيدرين. رغم هذه المشكلات، ظل مارادونا محبوبًا من قبل الملايين حول العالم.
الوفاة والإرث
في 25 نوفمبر 2020، توفي مارادونا عن عمر يناهز 60 عامًا بسبب أزمة قلبية، مما أصاب عالم كرة القدم بحزن عميق. ولكن رغم رحيله، يبقى إرث مارادونا خالدًا. في الأرجنتين، تم إنشاء متحف خاص به، ويُقام مهرجان سنوي في ذكراه. وعلى المستوى العالمي، يُحتفل بمارادونا كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ الرياضة.
دييغو مارادونا لم يكن فقط لاعب كرة قدم بارعًا؛ بل كان ظاهرة ثقافية أثرت في الملايين. سواء من خلال مهاراته الاستثنائية على أرض الملعب أو من خلال شخصيته القوية والمثيرة للجدل خارج الملعب، سيظل مارادونا في ذاكرة محبي كرة القدم كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.